العشر الأواخر.. برامج وأنشطة أسرية
كلنا سعدنا بالضيف الكريم
ورحب به كل منا على طريقته الخاصة
بعضنا فكر في الإعداد لاستقباله واستثماره ربما بنفس الطريقة التي اعتدنا عليها :
الصوم
الحفاظ على صلاة التراويح ما أمكننا
الإكثار من صدقة السر والعلن
دعوة الأهل والأصدقاء للإفطار لأخذ ثواب إفطار صائم وثواب التراحم وصلة الأرحام
والبعض الآخر فكر في أن يكون رمضان هذا العام مختلفا بعض الشيء
يزيد فيه من عبادته ويطور منها ليعدد نياته
ويجعلها عبادة إيجابية تغير من نفسه وممن حوله
لكن الضيف الكريم يوشك أن يرحل
ذهبت عشر الرحمة والمغفرة ولم يبق إلا عشر العتق
فهل فكرنا في وقفة لاسترجاع ما كان مخططا له ؟؟
لنرقب مدى تحقق ما رصدناه من أهداف
وننظر في سبل استمرار واستكمال أي خير
أو تغيير إيجابي حدث لنا في رمضان ليكون بداية وليس نهاية
برامج وأنشطة أسرية
يمكن التكثيف من ممارسة الأنشطة التالية التي نسوقها
للتذكير فكثير منا يحرص عليها من بداية الشهر الفضيل:
1- الإكثار من صلة الرحم بالزيارة أو الاتصال الهاتفي..
وأعظم الصلة للوالدين ثم الأقرب فالأقرب مع اختيار الوقت المناسب
خصوصا مع قدوم العيد والتهنئة والتواصل فيه.
2- الدرس اليومي لأفراد الأسرة بموعد مناسب
يجلس فيه أفراد الأسرة جميعاً لمدة يسيرة
يطالعون فيه جزءا من كتاب أو يعرضون فيه لمناقشة موضوع ما
أو يطلب من الأولاد أن يقرأ كل منهم قصة أحد الصحابة
ليحكيها للأسرة في هذا الموعد .
3- في ظِلال آية :
جلسة قصيرة لمدة 10 دقائق .. أسرية قبل التراويح
يتلوها أحد الصغار بالمنزل قراءة مجودة ..
ثم يعقب الوالد أو الوالدة على الآيات.. مع ربطها بالحياة
ويمكن تخير الآيات التي يرى الوالدان أنها تقابل أخلاق يريدون غرسها في نفوس الصغار
أو مرتبطة بسلوك يريدون تصحيحه.
3- المسابقة الأسرية
فيمكن تحديد سورة معينة من قصار السور
للحفظ خلال الأيام العشر المتبقية من الشهر
يشارك الصغار والكبار فيها ولتوزع الجوائز في حفل عائلي أول أيام العيد .
4- صندوق الصدقة
يتم وضعه في مكان بارز في المنزل
يكون فيه بداية تعويد للأسرة على الإنفاق في أوجه الخير المتنوعة
يضع كل فيه من مصروفه الشخصي
أو يجعلها جزءا من استغفاره عن أي مخالفة يرتكبها في هذه الأيام .
5 - المجلة الحائطية
يشارك فيها أفراد الأسرة بمختلف الموضوعات
ومن ثم تعلق على الحائط وتجدد موضوعاتها ومقالاتها من وقت لآخر .
6- المكتبة السمعية
والهدف منها الاستفادة من الأوقات البينية
ليتسنى مثلا سماع الأم في المطبخ
للأشرطة أو البرامج المفيدة أثناء إعداد الوجبات أو أثناء قيادة السيارة..إلخ ....
7- إفطار صائم
بتحضير وجبات يومية توزع على الصائمين في أماكن مختلفة.
8- الملابس المستعملة
ونحن على أعتاب العيد حيث تجمع الأسرة الملابس المستعملة الزائدة عن الحاجة
وتقوم بغسلها وكيها لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
رمضان يأتي كل عام وهو يحمل معه نسمات التغيير إلى الأحسن غالبا
فها هي الأسرة تغيير من برامجها
حيث تجتمع على وجبة الإفطار والسحور والسمر بينهم على خلاف العام كله
الذي نجد الأب غالبا غارقا في أعماله ولا يجد الوقت الكافي للجلوس مع أطفاله والحديث معهم
ونجد الأم تقلل من عصبيتها وحدتها
وتعمل على كبت غضبها مع أولادها بتأثير انشغالها بالعبادة التي تجعلها أهدى
وهي تلزم جانب الله وتأخذ من عبادتها زادا معينا على الصبر والحلم وسعة الصدر مع أولادها
بل ويساعدها الأطفال بكونهم أكثر هدوءا والتزاما بحسن الخلق فيما بينهم
لانشغالهم بالعبادة
ورغبتهم بالنهم من معينات كظم الغيظ التي تفوح في جنبات عبادة رمضان
لنخرج بفكرة تعين البيت كله على كبت الغضب
ويكون رمضان فرصة طيبة لبدايته
وهي تثبت فكرة التشارك مع الأطفال في أعمال جيدة
وعدم ترك الأم نفسها أو أطفالها لفراغ يسعون لملئه بالباطل والمشاكل
كذلك فهو فرصة
ليتأكد كل أب أنه لو كانت لديه النية والعزيمة الصادقة
على أن يزيد من تواجده في حياة أطفاله
فسيجد الوقت حتى عن طريق اصطحابهم في أداء عبادته
(صلاة الجماعة ، عمل الصدقات،..)
ومن ثم توطيد العلاقة معهم وإيجاد فرصة للإجابة عن أسئلتهم
ونلخص القول
بأن رمضان فرصة لتأصيل نمط عادات إيجابية جديدة ندخلها على حياتنا
وتقبل الله منا ومنكم