غالبا ما يكون الخوف هو المسؤول عن إبقائنا في الظل، فهو يوسوس لنا أننا لن نستطيع تحقيق أحلامنا، يخبرنا أن نبقى صامتين، ويكبح جماح رغباتنا في التعبير عن أنفسنا بحرية و دون خجل.
للخوف قوة غير محدودة في جعلنا نتجمد في أماكننا ويحدد فرص نجاحنا في ما نحاول أن ننجز.. الخوف باختصار يجعلنا نسلك حياة صغيرة ولا تمت بصلة لما نحلم به. قد تكون الأشياء التي نخاف منها مختلفة، لكن ردة أفعالنا تجاه الخوف عادة ما تكون متشابهة عند جميع البشر.
فعند الخوف تتعرق اليدان، ويجف الحلق، ونكون على استعداد لعمل أي شيء أو تقديم أي تضحية لمجرد الهرب.
حاول التفكير كم مرة أهدرت فرصة أو تجنبت علاقة لمجرد انك كنت خائفاً من الاستمرار أو المغامرة.
الخوف ليس أمرا سيئا. فهو موجود لحمايتنا كنوع من الإنذار المبكر.
لكن هناك فرق كبير بين الخوف الصحي الذي يخبرك بالتراجع قبل السقوط من فوق مرتفع حاد و بين الخوف الذي يسيطر على حياتك بحيث يمنعك من العيش و الانطلاق.
ينصح العلماء في حالة إصابة الإنسان بالخوف الذي يسيطر على حياته بأن يحاول أن يتخلص منه أو على الأقل محاولة السيطرة عليه، ويقترح العلماء الحلول التالية للتخفيف من وطأة الخوف:
* الاتصال مع الآخرين : مهما كانت المخاوف كبيرة أو صغيرة ، تكون مواجهه الخوف اصعب إذا ما قررت مواجهتها لوحدك.
حاول إيجاد صديق أو أي شخص ترتاح إلية لتبث له مخاوفك.
قد يساعدك هؤلاء الأشخاص في تبديد هذه المخاوف أو قد يشجعونك على التغلب عليها.
* تعلم الاسترخاء: إذا ترك الخوف لينمو و يكبر فإنه سوف يؤدي إلى الكثير من المشاكل النفسية.
إذا كان خوفك يسبب لك أمراضا بدنية فحاول استخدام أساليب الاسترخاء لكي تكون مستعداً بدنيا لمواجهه مخاوفك.
* واجه مخاوفك: المقصود هو التعود على المواجهة وليس على تعريض نفسك للأذى.
بمعنى واجه مخاوفك بأن تتحدى قدراتك ولكن بالقدر الذي يسمح لك بالتعلم و ليس بما يزيد الخوف عندك.
إذا كان الخوف من شيء نفسي كالتحدث أمام الجمهور مثلا فحاول أولا التحدث أمام عائلتك ثم جمع من الأصدقاء و من ثم زملاء العمل وهكذا تبدأ بالتغلب على المشكلة حتى يزول خوفك كليا.
وإن الأشخاص يشعرون بالأمان مع الأفكار السلبية أو كل ما يؤجل انطلاقتهم نحو المجهول، نحو المغامرة، ونحو تحويل الحلم واقعاً. كما انهم غالباً ما يتذكرون الحوادث الأليمة وآراء الآخرين السلبية فيهم، والنتيجة أن العقل المحاط بالسلبيات، يعمل منطلقاً من الركيزة الحاضرة فيه. الذين يتمكنون من تخطي الصعاب والخيبات والفشل المتكرر، غالباً ما يعملون على البحث عن سبل لفهم الحياة. وهناك من الأشخاص الذين فهموا بعد سلسلة من الحوادث انه لا بد من أن يمسك الإنسان بزمام المبادرة في ما يتصل بقراراته وتغيير مسار حياته. في المرحلة الأولى يجب تغيير مفهوم العقل وإسكات الأصوات الداخلية المدمرة التي تتوقع الفشل. وفي المرحلة الثانية يجب تحويل الأفكار واقعاً. الخطوات الواقعية تدعم الأفكار الإيجابية،
"فإذا كنا سنشارك في الماراثون، لا يكفي أن نطبع الأفكار المشجعة في عقولنا، بل لا بد من أن نتمرن يومياً لتنمو قوتنا الجسدية".
خلاصة القول:
الهروب من واقع الامر ليس هو الحل
البقاء ومواجهة كل ما يشكل تحدي لنا ولشخصنا بالطريقه المثلى
هو الحل الانسب لواجهة مخاوفنا وبالتالي التخلص منها.
